الأحد، 9 ديسمبر 2012

إلي من جعلوا الله عرضة لكل شيئ






إليهم
مبدلي الحقائق،من جعلوا الحديث بإسم الله والسير علي نهج سيدنا محمد سببا مانعا للحق والخير والجمال،من تكلموا بإسم الشريعة البريئة من أفعالهم،الذين شقوا الصف وزرعوا الفتنة لا بين الشعب فقط بل بين أفراد الأسرة الواحدة

وهنا مربط الفرس بما أننا أتينا علي ذكر حال الأسر...
تعلمون لما أصبحت أكره معظم أفراد أسرتي أولهم أبي؟
لأنهم أروني من الدين وجهة الصارم الذي لا نقاش فيه ولا جدال،رأيت فقط الجانب الجاف الذي لا يحمل من بسمات النبي ولا رقة قلبه أية لمحة.
كأن فرض علي أبي إرتداء الحجاب وقتما جري علي القلم وكان هذا تحت ضغط إلحاح أمي الذي تضمن ورقة الضغط التي لم أكن أستطيع مقاومتها والمخبأة في جملة (بابا هايزعل منك) ولم أكن وقتها بالدراية الكافية التي تمكنني من قول (معلش بس ربنا أولي انك تخافي علي زعله مني)
ليس معني هذا انني نادمة علي ارتداء الحجاب بل انني متمسكة به بل انني فقط كنت اتمني ان يزرعوا في فكرة تقبله واختياره بإرادتي الحرة بدلا من فرضه علي..فلا أبالغ حين أقول انني وقت أن ارتديته كان بالنسبة لي مظهر ديني لا أكثر وواجب لا رغبة في الطاعة والتقرب من الله،وللأسف أنا لا أستطيع الآن الرقي لهذا المظهر الديني بملابسي العادية.

ولأنهم لابد أن يكملوا ما بدأوا من تشويه الدين في نظري فمنذ أن كنت في بيت والدي قبل الزواج وحتي بعد أن تزوجت كان التعليقات علي ملابسي التي أختارها ما بين المشاحنات والتهديد والغضب والإشمئزاز-أتصدقون أن هناك من بين أقاربي من طلب مني الإمنتاع عن إرتداء ألوان بعينها كالأصفر والأحمر لأنني بهذا أتعمد لفت النظر و تحريك شهوة الرجال!- حتي شككت بأن هناك شيطان ما يسكنني ويمنعني من فعل الصواب...صوابهم!
إلي أن وصلت إلي قرار معين...فإن كنت ألتزم بمظهر معين قبل زواجي فهو كان يعكس إحترامي للبيت الذي أعيش فيه لا أكثر لأننا كنا للأسف نعيش سويا بعد أن فشلت كل محاولات انفصالي وإستقلالي بحياتي ،وواجهتهم به طلبا للسكينة.

بعدها وبعدها فقط بدأت في التفكير السليم من وجهة نظري علي الأقل...
قلت لنفسي ما الداعي لكل هذا الترهيب،وما الداعي لقصة الحلوي المغطاة والبطاطس المقشرة واللحوم المكشوفة وما إلي ذلك من كل الأمثلة المهينة؟!
أما كان يستطيع كل الدعاة والمشايخ الأجلاء أن يقولوا:وارتداؤك دوما ما تسطيعين مقابلة الله به وقت الصلاة هو خير وأبقي!
الحل كان بسيطا وسهلا ويحترم قيمة المرأة..لم لم يقولوه،لم كل هذا الكم من الصراخ والعويل والتخويف!
لا أفهم إلا الآن تلك المحاولات المخيفة التي لن تنتهي علي ما أظن،لإعتقادي أن ورائها سببا ما أدني من أن يلصق بالدين

أتذكر الآن انني كنت يوما ما في صغري رسولا يحمل لمعلمتي الأشرطة التي كانت أمي تسمعها للدعاة الجدد-وقتما كانوا جدد-في أوائل التسعينات حتي ارتدت معلمتي "الخمار" وقتها فرحت فرحة طفولية بأنها أصبحت تشبه أمي
الآن أنا نادمة..ليس علي أنها ارتدته بالطبع فقد تكون ارتدته عن قناعه تامة وسمعت ما سمعت لكنها أعملت فيه عقلها...بل أنا نادمة علي إحتمال كون قرارها هذا نابعا من مجرد كلام سجل علي أشرطة حملت رعبا وترهيبا لا أكثر،وعلي زهوي الطفولي بما فعلت،وعلي أنني وقتها لم أحظ بمن يقول لي الحقيقة.

وحدث أن من ضمن من تقدموا لي طلبا للزواج شابا كان يرغب

 في الزواج من فتاة منتقبة أو مستعدة لإرتداء النقاب بعد


الزواج،صحيح أن بذور مقاومة كل هذا كانت زرعت في لكن

لم تؤت وقتها ثمارها بعد فوافقت أنا علي شرط أن لا التزم

 بشرطه هو...ووافق


ورغم انني أندم علي أنني دخلت هذه التجربة واستغلت عائلتي

الضياع الذي تمكن مني وقتها ليمارسوا علي كافة ألوان


الضغوط الممكنة فلم أختر ممارستها بإرادتي الحرة، لكن ما

ندمت عليه حقيقة قولي له في يوم ما (أنا خايفة أفتنك في

دينك)!



فالذي حدث بالفعل أن أمثاله ومن يتبعون هم من جعلوني الآن

علي وشك الإفتتان في ديني وأحمد الله علي أن مازال بقية من

فطرة لم تلوث تخبرني بأن هناك إله لي صلة قوية به لكني لأ

أراها ولا أري دلالاتها بل فقط أشعر بوجودها.
قلت مؤخرا أنني وددت لو وجدت فتوي تجيز الإنتحار...فبلادا وعالما يحمل دعاة وأتباعا مثل هؤلاء لن أندهش لو أوجدا لمشكلتي حلا يريح جميع الأطراف
شريعة ما لا أعلمها تقول أن شتم المخافين بأقذر الألفاظ سُنة قد تُحل الإنتحار الذي يعد كبيرة من الكبائر في شريعة فطرت عليها
المشكلة أنني حين أموت لا أعلم تحديدا علي أيهما سأحاسب!







والآن...

 بعد كل ما حدث ويحدث أستطيع القول بأن أغلب أفراد عائلتي

إستطاعوا حجز مكانا مظلما في قلبي لا أضم فيه إلا من

أكره،فما الفائدة من حبي لهم بعد أن جعلوني أتجرأ علي الله!

 قديما كان هناك ما يسمي بأدب مخاطبة السلاطين والملوك...هم

بمهارة أدهشتني جعلوني أتناسي أنني أخاطب ملك الملوك...


وكان السبب هم ومن يتبعون..


 أكره من جعلوني وفرضوا علي أن أصدق رموزا تقول أنها

تمثل ديني تكذب وتفسد وتزني وتقتل ويدعوا أنهم مصلحون!

 أكرهم هم وما يعتقدون..

 أكرهم هم وما يدعون..

 أكرهم هم ومن يتبعون!


  



إقرأها علي الفيس بوك