الاثنين، 8 أغسطس 2011

أنا يوســـف يا أبي




أهكذا وأنا بالكاد أتعرف عليك وعلي وعلي كل ما هو نقي وصادق في عالم لا يسمح لأي شيئ طاهر بالبقاء علي حاله
أهكذا تتركني وترحل؟
في تلك الليله شاركتك الرحله بميتتي الصغري..راودتني أحلام لم تكن أنت بطلها،لكن إحساس بالإنقباض خلفه رحيلك داخلي كان سمه مميزه لها.
أوتعلم..ألعن الآن نفسي علي أني أضعت روايه "رأيت رام الله" فإنني أذكر انه ورد لك ذكر فيها،لكن عزائي أنه في اليوم التالي ملأ ذكرك إذاعات وصحف الدنيا..وستملأ ذكراك نفوسا كثيره وأنا من بينهم.
في يدي رائحه ثمره المانجو الفاسده التي خدعتني بمظهر بدا لي جميلا رغم انه ليس كذلك...ذكرتني بعد أن ذبحتها وهي تنز بلحم مهترئ بهيكل لأمه يخال نفسه قويا رغم ضعفه ويحاول أن يبدو متماسكا رغم تشتته ويخدعني وانا الصغيرة بأنه يحميني وأنا اعلم تماما انه قد ينهار علي.
وأنا في طريقي للعمل مررت بالمقابر وعز علي أن نتركك هناك وحدك رغم كونك في دار الحق..و تذكرت انك ايضا تركتني أعاني..وأنت بالطبع تعلم مم.

"
وجاءوا علي قميصه بدم كذب"صفعتني هذه الآيه من سوره يوسف هذا الصباح وفاجأتني رائحة ثمار المانجو التي لن تخدعني هذه المره بقشرتها الخضراء اللامعه
لو تعلم ما قيل لي عنك في أول يوم تغيب فيه عن دنيانا...لم يسعني التعرف عليك جيدا وهذا خطئي،ورغم جهلي لم يتراجع من أخذوا ينهشون سيرتك أمامي عن أيه كلمه قد تزيد ألمي.
إحساس بالهزيمه نما وتعاظم داخلي منذ ليله رحيلك..مذ سمعت كلاما موجعا أطلقه غيابك عنا وأكد شيء ما فيه وجوه الناس لي هذا الإحساس المرير.
مرت أمامي بطنا منتفخه بجنين لا يدري أن هناك من يتألم لفقد رمزا لن يراه حين يري الدنيا
ولازالت سوره يوسف تفاجئني منذ رحيلك
ورغم كل هذا...
أسامحك علي رحيلك...وأسامحك علي تركي
فما سيبقي لي منك سيعينني بإذن الله وحده علي التصبر.


رحمك الله يا محمود.


*كتبت بتاريخ 10 أغسطس 2008
أنا يوسف يا أبي علي الفيس بوك

ليست هناك تعليقات: