الأربعاء، 20 يوليو 2011

فوبيا...إعتراف قديم




الإثنين-رسميا بحكم التوقيت الآتي-الرابع عشر من يوليو 2010

الساعة الثانية عشر والنصف تقريبا

أي أنه منتصف الليل!

الوقت المناسب تماما لكتابة موضوع عنوانه "الخوف" رغم إستسلام زوجي الحبيب إلي جواري للنوم وإحساسي ببعض الآمان-الحقيقة الكثير من الآمان-بوجوده معي خاصة أن إضاءة "اللاب توب"تمكن كل شيء و أي شيء من ملاحظة ملامح وجهي بدقة وتعميني بدورها عن رؤية الحجرة الغارقة في الظلام.

أشعر أحيانا أن سكان مدينة السادس من أكتوبر تلك أموات..وأنني في لحظة ما ساكون بطلة المدينة المنقذة لسكانها المساكين في أحد الأفلام الهوليودية إلا أن هيتشكوك لن يكن المخرج هذه المرة..بطني تزأر وتقلصات قولوني المضطربة تتزايد بفعل التوتر،حين حاولت ان اعتدل في جلستي رأيت وجهي في المرآة غريبا بفعل ضوء الشاشة..لكن لم أخف.

أحاول أن أذكر ما هي الأشياء التي تخيفني تحديدا..أذكر أن أبي فاجأني أمام زوجي مرة بأن قال أنني لم اكن أخشي الظلام أبدا وأنا طفلة علي عكس كل من كانوا بمثل سني وأنني كنت أتجول في أركان البيت وحجراته المظلمة دون خوف،أنا لا أذكر هذا لكن بما أنني لم أكن أخشي الظلام وقتها إذن فلأبحث عما يخيفني الآن.

دعني أتذكر إذن...أظن أنني لم أكن أخشي غضب المدرسين أو العقاب بالعصا،ففي مرة أخبرت مدرس اللغة العربية-وكان عمري وقتها أحد عشر سنة تقريبا-بأنني أحترمه ولكنني لا أخافه أو أخشاه،لا أدري ما سبب غضبه حينها ولا سبب العقاب القوي الذي أنزله علي يدي بالعصا لكنني بالفعل اندهشت من لوم زميلاتي لي بأنني أخطات وأنا أعتقد وبقوة حتي الآن بأن أبدا لم أخطئ.

لم أخشي أن يراني أحد ممن أعرف و أنا اتدرب(وحكاية التدريب دي حقيقي)علي بيع فرش الأسنان و العطور...إلخ في شارع جامعة الدول العربية أثناء دراستي الجامعية..الشغل مش عيب برضة.

لم أخشي أن اقوم بمغامرة صحفية في نظري وجريمة في نظر الإدارة التعليمية في أحد أحياء المحروسة حين "انتحلت شخصية طالبة ثانوي" لأري بنفسي مدي سوء حال المدرسة،وكانت النتيجة مشكلة كبيرة جدا "ومصادرة كارنية الجامعة وبطاقتي والكاميرا وجهاز التسجيل" وتمثيلية صغير كان بطلها أنا وموظف حكومي أخر إنتحل شخصية ظابط بأمن الدولة كما أوهموني وأمي المسكينة،طيب..لم لم يحاسب هو أيضا علي انتحال الشخصية هذا؟

وطالما فعل هو إذن أنا لم أكن مذنبة!

وبعد إمضاءات علي تعهدات مختلفة إكتشفت أنني لم أخف من كل ما حدث خاصة حين علمت بمساندة كل أولياء أمور الطالبات لي!



ولم أخشي من عهدي الجاد لنفسي بخلع كامل "يونيفورم مشرفات الباص" بالمدرسة التي كنت أعمل بها قبل تخرجي من الجامعة والتي كانت تضم-أقصد المدرسة بالطبع وليس الجامعة-"ولاد الناس بموجب التعريفات الطبقية في مصر إن أخظأ أحد "الناس" من أولياء أمور "الأولاد" في حقي كما سبت إحداهن زميلتي بالخادمة حتي وإن رجعت بيتي لا يسترني إلا اليسير من الملابس،لم أخف حتي حين كنت "هاروح في داهية" لأنني كنت سأتسبب في ضياع طفلة أخطأت الإدارة بإعطائي عنوانها الصحيح ولم ينقذني إلا إصراري باليقاء معها بعد أن "إستندلت" مديرتي معي قائلة بتصرفها هذا (إتصرفي انت،بس ماتنسيش ان كله علي دماغك لوحدك في الأخر)حتي ولو لم يكن ما سيحدث خطئي.

ايضا لم أخف حين علمت أن "الدكتور" المليونير العربي الذي علمت معه كان يريد مني أي شيء أخر إلا العمل بعد أن مارس علي كل أنواع التحرشات المختلفة-إلا الجسدية-ونحن معا في مكتب لا يوجد به إلا أنا وهو ولم يكن مني إلا أن تركت العمل،ولم أخش بعدها بمطالبته بحقوقي كاملة (وبعين قوية).

لم أخشي الصدام مع مديرتي بمكتب الإستشارات القانونية حين حاولت إيذائي وقطع عيشي كما فعلت مع زميلة لنا كما علمت مؤخرا و ما حدث حينها انه انقلب السحر علي الساحر،وذلك ما حدث أيضا في العمل الذي تلاه.

كل ما سبق أثار في نفسي شتي الأحاسيس إلا الخوف...

لكن أتعلم ما الذي يخيفني حقيقة...إحساسي المميت بالإحباط يوم الأحد القادم

أي بعد أسبوع بالظبط منذ اليوم..ففي يوم 6/20 القادم سأتم عامي الخامس و العشرين دون أي إنجاز يذكر!!!!!!!

هناك أمر أخر...هل أخطات حين لم أذكر من البداية أنني أعاني فوبيا الخوف من الحشرات؟

هناك 3 تعليقات:

ahmed يقول...

ياااااااااااه اعترافات ثقوية وشجاعة وجريئة تدل على انك بنت ارجل من اى راجل بمواقفك يا ريتنى كنت لابس قبعة كنت رفعتهالك وانا منحنى احتراما ليكى ولشخصيتك دى :)

heba3osman يقول...

أخجلتم تواضعنا
:)
ربنا يكرمك يا أحمد

Unknown يقول...

ماشاء الله - بجد انت بنت مصرية اصيلة و ياريت باقي البنات تتخذك قدوة يا استاذة هبه لآنك انشاء الله هتكوني ام عظيمة هتعلم اجيال مصر الجديدة العلم و الجرأه و عدم الخوف اللي وصلنا لمرحلة التخبط السياسي و الفكري و الاجتماعي كمان