الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

كريسماس دائم





الشارع خال الا من بعض الباعة الجائلين وصوت إذاعة القرآن الكريم الصادر من أغلب محلاته حتي المغلقة منها..استيقظت مسرعة وأزاحت وسادتها لتنال الكنز اليومي الذي لم تمل أبدا من سؤال أبيها عنه
- بابا...هو مين اللي جاب الحاجة الحلوة دي؟
- الملايكة!
وككل يوم لا تقنعها الإجابة بلا دليل والتي لا يغيرها أباها أبدا وإن كانت تناوشه ببعض التساؤلات المطالبه بتفسير،فهل من واجبات الملائكة إحضار الحلوي للأطفال –خاصة المطيعون منهم- كل صباح؟
لم تقتنع أن الملائكة التي كانت تحكي لها والدتها عن عظمة أجنحتهم وقوتهم وضخامتهم  يأتون لها بالحلوي كل يوم حتي وان كان تصورها لهم يختلف عن حكاياها.


  ***

قررت في ذلك اليوم أن تكتشف بنفسها سر ملائكة الحلوي...لم تفتح عينيها حين استيقظت،سمعت صوت والدها وهو يسأل:
- البنات صحيوا؟
-لأ...أحضر لك الفطار؟
ردت أمها وأجاب هو بالإيجاب...أحست به وهو يتجه لغرفتها هي وأختها،اغتاظت لأنه قد يطرد الملائكة الآتين ولن تراهم اليوم بل ولن يحضروا الحلوي أيضا!
أخذ والدها يداعبها ويدغدغها كي تصحو فقامت بعينين منتفخة أثر النوم وحاجبين معقودين ظن والدها علي الأرجح انهما كذلك لنفس السبب،ولم يستوعب خطتها لكشف ملائكة الحلوي لحسن الحظ.
حين تركها  طلب منها أن توقظ أختها وأخبرته أنها ستفعل لكنها قامت أولا بإزاحة وسادتها وخيبة الأمل ترتسم علي وجهها قبل حتي أن تري الحلوي الموجودة بالفعل بمكانها المعتاد ككل يوم!
إذن فقد جاءوا!
لكن متي؟!!!

  ***

ظلت لفترة طويلة تحاول التظاهر بالنوم صباحا لأطول فترة ممكنه كي تراهم حتي توقف الملائكة عن المجئ ولم تعد الحلوي تظهر تحت وسادتها،خطؤها الوحيد كان  تصورها بأنهم يأتون صباحا وقبل استيقاظها بدقائق تحديدا...كان هذا خطأ لأن الملائكة ليسوا كسالي فما تحكيه لها والدتها عن عبادتهم لله التي لا تنقطع لا يثبت إلا العكس.
بعدما كبرت وتوقفوا عن المجي علمت بالطبع ان من كان يأتيها بالحلوي هما والديها وبرغم هذا لم تنس تخيلاتها السابقة عن ملائكتها.


***

وهنا...في بيت زوجها

تذكرت كل هذا حين افتقدت حنان ملاكيها الحارسين لما استيقظت صباحا وهي بجواره،وبرغم انها لن تجد زوجا أكثر حنانا وأعظم حبا لها منه لكنه يعوضها أبدا عنهما وهو يعلم هذا جيدا.
نظرت الي نور الصباح المتسلل عبر النافذة واستدارت بجسدها لتستلق علي جانبها ومدت يدها برفق تحت الوسادة وأغضمت عينيها وهي تبتسم.


*كريسماس دائم علي الفيس بوك 

هناك 4 تعليقات:

مونتي بوكيه ورد يقول...

اختني الصدفه الي عالمك كم هو رائع وجميل و ملفت جدا جدا جدا مشوقه بحكيااتك واسلوبك و متعة القراءة لكِ اتمني ان تدوم المعرفه و التواصل مع كتاباتك و ان اتحدث عنها يوما في افكاري
دمتي بكل الود
محمد متولي

heba3osman يقول...

سعيدة بتعليقك يا محمد ورأيك
you made my day
:)

Sea Lover يقول...

إسلوبك رائع ماشاء الله :)
شوقتينى وكنت عاوزة أعرف برضه الملايكة بييجوا منين زى البطله بالضبط ^^

بجد أحييكى وأرفع لكِ القبـعة تعبيراً عن إعجابى
دمتى بكل خيــر ^^

Unknown يقول...

جميل اوى البوست واسلوبه وفكرته

:)