الخميس، 29 سبتمبر 2011



الفنان عبد العزيز ميكوي والرئيس السابق
والفرق بين اللي كان بيمثل لنا واللي بيمثل علينا
):

الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

كريسماس دائم





الشارع خال الا من بعض الباعة الجائلين وصوت إذاعة القرآن الكريم الصادر من أغلب محلاته حتي المغلقة منها..استيقظت مسرعة وأزاحت وسادتها لتنال الكنز اليومي الذي لم تمل أبدا من سؤال أبيها عنه
- بابا...هو مين اللي جاب الحاجة الحلوة دي؟
- الملايكة!
وككل يوم لا تقنعها الإجابة بلا دليل والتي لا يغيرها أباها أبدا وإن كانت تناوشه ببعض التساؤلات المطالبه بتفسير،فهل من واجبات الملائكة إحضار الحلوي للأطفال –خاصة المطيعون منهم- كل صباح؟
لم تقتنع أن الملائكة التي كانت تحكي لها والدتها عن عظمة أجنحتهم وقوتهم وضخامتهم  يأتون لها بالحلوي كل يوم حتي وان كان تصورها لهم يختلف عن حكاياها.


  ***

قررت في ذلك اليوم أن تكتشف بنفسها سر ملائكة الحلوي...لم تفتح عينيها حين استيقظت،سمعت صوت والدها وهو يسأل:
- البنات صحيوا؟
-لأ...أحضر لك الفطار؟
ردت أمها وأجاب هو بالإيجاب...أحست به وهو يتجه لغرفتها هي وأختها،اغتاظت لأنه قد يطرد الملائكة الآتين ولن تراهم اليوم بل ولن يحضروا الحلوي أيضا!
أخذ والدها يداعبها ويدغدغها كي تصحو فقامت بعينين منتفخة أثر النوم وحاجبين معقودين ظن والدها علي الأرجح انهما كذلك لنفس السبب،ولم يستوعب خطتها لكشف ملائكة الحلوي لحسن الحظ.
حين تركها  طلب منها أن توقظ أختها وأخبرته أنها ستفعل لكنها قامت أولا بإزاحة وسادتها وخيبة الأمل ترتسم علي وجهها قبل حتي أن تري الحلوي الموجودة بالفعل بمكانها المعتاد ككل يوم!
إذن فقد جاءوا!
لكن متي؟!!!

  ***

ظلت لفترة طويلة تحاول التظاهر بالنوم صباحا لأطول فترة ممكنه كي تراهم حتي توقف الملائكة عن المجئ ولم تعد الحلوي تظهر تحت وسادتها،خطؤها الوحيد كان  تصورها بأنهم يأتون صباحا وقبل استيقاظها بدقائق تحديدا...كان هذا خطأ لأن الملائكة ليسوا كسالي فما تحكيه لها والدتها عن عبادتهم لله التي لا تنقطع لا يثبت إلا العكس.
بعدما كبرت وتوقفوا عن المجي علمت بالطبع ان من كان يأتيها بالحلوي هما والديها وبرغم هذا لم تنس تخيلاتها السابقة عن ملائكتها.


***

وهنا...في بيت زوجها

تذكرت كل هذا حين افتقدت حنان ملاكيها الحارسين لما استيقظت صباحا وهي بجواره،وبرغم انها لن تجد زوجا أكثر حنانا وأعظم حبا لها منه لكنه يعوضها أبدا عنهما وهو يعلم هذا جيدا.
نظرت الي نور الصباح المتسلل عبر النافذة واستدارت بجسدها لتستلق علي جانبها ومدت يدها برفق تحت الوسادة وأغضمت عينيها وهي تبتسم.


*كريسماس دائم علي الفيس بوك 

الأحد، 25 سبتمبر 2011

النص الكامل لشهادة المشير



النص الكامل لشهادة المشير
محمد الجارحي من علي تويتر
علشان بس تبقي حاجة كده للتاريخ





س١ : حصل اجتماع يوم 22 يناير، هل ورد إلي رئيس الجمهورية السابق ما دار في هذا الاجتماع وما أسفر عنه وما كان مردوده ؟
ج1 : الاجتماع كان برئاسة رئيس الوزراء واعتقد أنه بلغ

س2 : بداية من أحداث 25 يناير وحتي 11 فبراير هل تم اجتماع بينك وبين الرئيس السابق حسني مبارك ؟
ج2 : ليست اجتماعات مباشرة ولكن يوم 28 يناير لما أخذنا الأمر من السيد رئيس الجمهورية كان هناك اتصالات بيني وبين السيد الرئيس

س3: ما الذي أبداه رئيس الجمهورية في هذه اللقاءات ؟
ج3: اللقاءات بيننا كانت تتم لمعرفة موقف القوات المسلحة خاصة يوم 28 وعندما كلفت القوات المسلحة للنزول للبلد ومساعدة الشرطة لتنفيذ مهامها
كان هناك تخطيط مسبق للقوات المسلحة وهذا التخطيط يهدف لنزول القوات المسلحة مع الشرطة وهذه الخطة تتدرب عليها القوات المسلحة
القوات المسلحة بتنزل لما الشرطة بتكون محتاجة المساعدة وعدم قدرتها علي تنفيذ مهامها وأعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة
أعطي الرئيس الأمر لقائد القوات المسلحة اللي هي نزول القوات المسلحة لتأمين المنشآت الحيوية وهذا ما حدث

س4 : هل وجه رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك أوامر إلي وزير الداخلية حبيب العادلي باستعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين؟
استعمال قوات الشرطة القوة ضد المتظاهرين بما فيها استخدام الاسلحة الخرطوش والنارية من 25 يناير حتي 28 يناير ؟
ج4 : ليس لدي معلومات عن هذا واعتقد ان هذا لم يحدث

س5 : هل ترك رئيس الجمهورية السابق للمتهمين المذكورين من أساليب لمواجهة الموقف ؟
ج5 : ليس لدي معلومات

س6: هل ورد أو وصل إلي علم سيادتك معلومات أو تقارير عن كيفية معاملة رجال الشرطة ؟
ج6 : هذا ما يخص الشرطة وتدريبها ولكني أعلم ان فض المظاهرات بدون استخدام النيران

س7 : هل رصدت الجهات المعنية بالقوات المسلحة وجود قناصة استعانت بها قوات الشرطة في الأحداث التي جرت؟
ج7 : ليس لدي معلومات

س8 : تبين من التحقيقات إصابة ووفاة العديد من المتظاهرين بطلقات خرطوش أحدثت إصابات ووفيات..هل وصل ذلك الأمر لعلم سيادتك وبم تفسر ؟
ج8: إنا معنديش معلومات بكده.. الاحتمالات كتير لكن مفيش معلومة عندي

س9 : هل تعد قوات الشرطة بمفردها هي المسئولة دون غيرها عن إحداث إصابات ووفيات بعض المتظاهرين ؟
ج9 : أنا معرفش ايه اللي حصل


س10 : هل تستطيع سيادتك تحديد هل كانت هناك عناصر أخري تدخلت ؟
ج10 : هيا معلومات غير مؤكدة بس اعتقد ان هناك عناصر تدخلت


س11 : وما هي تلك العناصر ؟
ج11 : ممكن تكون عناصر خارجة عن القانون


س12 : هل ورد لمعلومات سيادتك ان هناك عناصر اجنبية قد تدخلت ؟
ج12 : ليس لدي معلومات مؤكدة ولكن ده احتمال موجود


س13 : وعلي وجه العموم هل يتدخل الرئيس وفقا لسلطته في ان يحافظ علي أمن وسلامة الوطن في إصدار أوامر أو تكليفات في كيفية التعامل ؟
ج13 : رئيس الجمهورية ممكن يكون أصدر أوامر - طبعا من حقه ولكن كل شئ له تقييده المسبق وكل واحد عارف مهامه


س14 : ولمن يصدر رئيس الجمهورية علي وجه العموم هذه الأوامر ؟
ج 14 : التكليفات معروف مين ينفذها ولكن من الممكن ان رئيس الجمهورية يعطي تكليفات مفيش شك

س15 : وهل يجب قطعا علي من تلقي أمر تنفيذه مهما كانت العواقب ؟
ج15 : طبعا يتم النقاش والمنفذ يتناقش مع رئيس الجمهورية وإذا كانت الأوامر مصيرية لازم يناقشه


س16: هل يعد رئيس الجمهورية السابق المتهم محمد حسني مبارك مسئول مسئولية مباشرة أو منفردة مع من نفذ أمر التعامل مع ألمتظاهرين الصادر منه شخصيا؟
ج16 : إذا كان أصدر هذا الأمر وهو التعامل باستخدام النيران أنا اعتقد ان المسئولية تكون مشتركة وأنا معرفش ان كان أعطي هذا الأمر أم لا

س17: وهل تعلم ان رئيس الجمهورية السابق كان علي علم من مصادره بقتل المتظاهرين ؟
ج17: يسأل في ذلك مساعديه الذين ابلغوه هل هو علي علم أم لا


س18: وهل تعلم سيادتكم ان رئيس الجمهورية السابق قد تدخل بأي صورة كانت لوقف نزيف المصابين ؟
ج18 : اعتقد انه تدخل وأعطي قرار بالتحقيق فيما حدث وعملية القتل وطلب تقرير وهذه معلومات


س19: هل تستطيع علي سبيل القطع والجزم واليقين تحديد مدي مسئولية رئيس الجمهورية السابق عن التداعيات التي أدت إلي إصابة وقتل المتظاهرين ؟
ج19 : هذه مسئولية جهات التحقيق

س20: هل يحق وفقا لخبرة سيادتكم ان يتخذ وزير الداخلية وعلي وجه العموم ما يراه هو منفردا من اجراءات ووسائل وخطط لمواجهة التظاهرات دون العرض علي رئيس الجمهورية؟
ج20: اتخاذ الاجراءات تكون مخططة ومعروف لدي الكل في وزارة الداخلية ولكن في جميع الحالات يعطيه خبر بما يخص المظاهرات ولكن التظاهر وفضه هي خطة وتدريب موجودة في وزارة الداخلية

س21 : وهل اتخذ حبيب العادلي قرار مواجهة التظاهر بما نجم عنه من إصابات ووفيات بمفرده بمساعدة المتهمين الاخرين في الدعوى المنظورة وذلك من منظور ما وصل لعلم سيادتك ؟
ج 21 : معنديش علم بذلك

س22 : علي فرض إذا ما وصلك تداعيات التظاهرات يوم 28 يناير إلي استخدام قوات الشرطة آليات مثل اطلاق مقذوفات نارية أو استخدام السيارت لدهس المتظاهرين..هل كان أمر استعمالها يصدر من حبيب العادلى يصدر من حبيب العادلى ومساعديه بمفردهم ؟
ج 22 : ما أقدرش أحدد اللي حصل أيه ولكن ممكن هو اللى اتخذها وأنا ما أعرفش واللى اتخذها مسئول عنها


س23: هل يصدق القول تحديداً وبما لا يدع مجالاً للشك أو الريبة أن رئيس الجمهورية السابق لا يعلم شيئاً أو معلومات أيا كانت عن تعامل الشرطة بمختلف قواتها أو أنه لم يوجه إلى الأول سمة أوامر أو تعليمات بشأن التعامل والغرض أنه هو الموكل إليه شئون مصر والحفاظ على أمنها ؟
ج23 : أنا ما أعرفش اللى حصل أيه لكن أعتقد إن وزير الداخلية بيبلغ وممكن ما يكونش مش عارف بس أنا ما أعرفش


س24 : هل هناك اصابات أو وفيات لضباط الجيش ؟
ج 24 : نعم هناك شهداء


س25 : هل تعاون وزير الداخلية مع القوات المسلحة لتأمين المظاهرات ؟
ج 25 : لأ

س26 : هل أبلغت بفقد ذخائر خاصة بالقوات المسلحة؟
ج26: مفيش حاجة ضاعت لكن هناك بعض الخسائر في المعدات واتصلحت ومفيش مشكلة


س27: هل أبلغت بدخول عناصر من حماس أو حزب الله عبر الأنفاق أو غيرها لإحداث إضرابات ؟
ج27 : هذا الموضوع لم يحدث أثناء المظاهرات واحنا بنقاوم الموضوع ده واللي بنكتشفه بندمره وإذا كان فيه حد محول لمحكمة فهذا ليس أثناء المظاهرات

س28: هل تم القبض على عناصر أجنبية في ميدان التحرير وتم إحالتهم للنيابة العسكرية ؟
ج28: لا ..لم يتم القاء القبض على أى أحد


س29: فى الاجتماع الذي تم يوم 20 يناير هل تم اتخاذ قرار بقطع الاتصالات؟
ج29 : لم يحدث

س30: بعض اللواءات قالوا طلب منا فض المظاهرات بالقوة..هل طلب من القوات المسلحة التدخل لذلك ؟
ج30: أنا قلت فى كلية الشرطة في تخريج الدفعة إن أنا بأقول للتاريخ إن أي أحد من القوات المسلحة لن يستخدم النيران ضد الشعب


كانت هذه شهادة المشير فى محاكمة الرئيس المخلوع والفضل الأول والأخير في نشرها ليس لي وإنما للصحفي الموهوب "الوليد إسماعيل" وكنت مجرد ناقل 


محمد الجارحي

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

كـــــل يوم


في العادة عادي وباعتياد
بنكرر إحنا كل الحاجات
نحكي اللي فات
يصحي اللي مات
وفي الجرايد..
نقرا اللي واضح م السطور
م المانشيتات..
و من الصور...
ننسي الهوامش والترويسات


بالإعتياد
نعدم فروق التوقيتات
وبالملل
تشبه دقايقنا الساعات
وعادة
تفاصيل حياتنا كل يوم
تنعاد..

washry



 لا أريد تفسيرا للغياب
كما اني لا اتعجل الحضور
لكنني وبمنتهي البساطة ارغب في الشكوي اليك منك
لا أعلم أيهما اشد إيلاما؟؟؟
احتشاد مقومات الأمل الضعيف أصلا في نفسي واحتمال النظرات المترقبة لمن حولي؟
أم مرارة الإنتظار الذي لا ينتهي؟
في كل مرة اترقب بدايات تكوينك بداخلي و انتظر الإشارات المؤلمة لمحاولات اعلانك عن وجودك
واستعذب آلام تلك الإشارات لانها منك...فلا اهتم بالوجع
لكن الوجع يتحقق بغيابك
وبتخلص رحمي من نزيف اساس تكوينك الذي لم يتم
ويري في من يراني ألمي الصامت و اطمئنان الموتي
مطمئنة عليك رغم ألمي لعلمي انك بجوار الله
تعلمين ان أمك لم تكن لتفرض عليك شيئا
وستترك لك حين تأتين حرية الإختيار
وأقول لك أيضا انك مخيرة في رغبتك في المجئ من عدمه
ولأني أعلم انك تشبهين أمك
عاقلة إلي حد الجنون
لذا فأنا أعلم انك لا تودين المجئ
ليس رغبة منك في ان تتفاديني
فالشيئ الوحيد المتحقق رغما عنك هو انك بداخلي بالفعل...ولن تستطيعين حبيبتي الفرار مني
لكني اعلم انك لا تريدين ان تعاني مثلي
وتفضلين عدم الإشتراك في المقامرة التي أدخلني فيها ابواي رغما عني
اشعر بك وبخوفك يا حبيبتي فأنت جزء مني
ما ارجوه منك فقط ان تعفيني مشقة الإنتظار
تعالي و اخبريني هل ستأتين وان ما يحدث هو رغبة منك يا شقية في زيادة شوقي اليك؟
واشري
ياحلوتي
انما لا تود أمك ان تتعذب دوما بدفء بقاياك.


*
واشري
من ألبوم "في عشق البنات":

http://www.youtube.com/watch?v=QOeK5Jt2VI8


الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

شي بيت...أبعد بيت




بيت صغير..
جدا...
حتي وإن كان حجرة واحدة فقط شرط أن تمتليء جدرانها بالنوافذ،في كل جدار نافذة أو إثنتين حسب اتساعه،لا يفصل بينه وبين السماء إلا سقف أبيض كلون جدران البيت وكل مافيه...كي أصحو لأري البياض في سحب يغمرها ضوء الشمس الذي يأتيني من خلال ستائر "دانتيلا" بيضاء تجمل برقتها صباحي.

يأتي ليقطع إستلقائي الكسول علي سريري الحديدي المشغول أبيض اللون جرو صغير ذا عينين عسليتين،يلعق أصابعي في رقة تجبرني علي القيام بإحتضانه وملاطفته،أنهض لأبصر حائطا أمامي يحمل إطارات خشبية مزخرفة يخلو بعضها من الصور والبعض الأخر يضم عقدات حريرة صغيرة ملونة علي شكل"فينوكة" قمت بنفسي بتنسيقها وعقدها كما أهوي...يتوسطها إطار خشبي وحده يحمل صورة لزهرة الفانيليا،أميل لتناول زجاجة المعطرالموضوعة علي منضدة صغيرة بجانبي وأغمر المكان كله برائحة الفانيليا الناعمة.

ألتفت وأجثو علي ركبتي اللتان تحتضنهما الوسادات الكثيرة المختلفة الأحجام التي يزدحم بها السرير إزدحاما محببا...تمتد يداي إلي "شيش" خشبي لنافذة معلق كلوحة علي الجدار فوق سريري،يحمل بين شقوقه المتساوية أوراقا كثيرة ملونة...أخذ منها واحدة دونت عليها ما سأقوم به اليوم،أعبث بأزرار جهاز يشبه السماعة الصغيرة المتصل بها "فلاشة" أصغر لتعطر فيروز بدورها الحجرة وتكمل بصوتها طابعا ملائكيا ينقص حجرتي ذات اللون الأبيض التي يشاركه فيها علي إستحياء اللونين الوردي والسماوي.

أتوجه لإنعاش صباحي بحمام دافئ متفادية القفزات المرحة المتطلبة لكلبي...أضع له أولا طعامه في طبقه الخاص لينشغل عني إلي أن انتهي،أخرج لأجده راقدا في تكاسل علي وسادته الكبيرة الزرقاء.
أنظر إليه مبتسمه قائلة أن موعد افطاري أنا قد حان...فأغرق مستسلمة ومستمتعة بنور الشمس الذي يملأ المطبخ كما أحب...أشعر أن لا شيء يساوي ممارسة الطهي الذي أستمتع به مهتديه بنورها الذي يشاركني طهو الطعام،لكني أكتفي بإعداد كوبا من الشيكولاتة الساخنة وشطيرة جبن لتحتويني جلسة أرضية وردية اللون ذات وسادتين منقوشتين فأجلس لأراجع جدولي اليومي.

بعد أن أنتهي أدقق النظر في عقربي منبهي النحاسي عتيق الشكل...أقوم مسرعة لأتناول قطعا من ملابسي المعلقة علي مشاجب مبطنة وردية يضمها حامل معدني يغنيني عن الدولاب الذي قد تبتلع مساحته حيز لا يستهان به من الحجرة...كما أنه سيحرمني من مشهد ملابسي المنسقة المكوية فاتحة اللون والتي تضفي علي ركنها بهجة ما يكملها طمأنينة الفستان الأبيض ذا التفصيلة المميزة الذي أرتديه في كلما أشعر بأنني أحتاج طمأنينته تلك.
أرتدي ملابسي التي يوحدها بنطالي "الجينز" مع حجابا وأيا ما كان ما أرتديه بينهما لابد أولا أن يكون مريحا...ثم أعدل من وضع نظارتي الطبية أمام المرآة الكبيرة المجاورة للباب وأتناول مفاتيحي الموضوعة علي طبق خشبي صغير يتوج منضدة مستطيلة أسفل المرآة...وأذهب.

....
........

أعود لجنتي الصغيرة هاربة من كل شيء...أعود في توقيت يومي أعتبره شقيقا للفجر الذي أعشقه،أغتسل في سرعة وأذهب لآداء صلاة المغرب التي ما إن انتهي منها أعد لنفسي فنجانا من الشاي الأخضر وأقوم بقراءة وردي اليومي من القرآن الكريم يتبعه صفحات من كتاب لم أكمل قراءته بعد تناولته من مكتبة خشبية بيضاء بعرض الحائط المتبقي الذي نجا من الإطارات الفارغة والرفوف المعلقة علي حوائط أخري و التي تحمل كتبا ً أيضا ومنمنمات وتحف صغيرة أعشقها.
بعد شحذ طاقاتي أذهب لمطبخي الصغير لتحضير مكونات العشاء الذي سأعده وأتناوله مع صديقتاي اللتان ستأتيان بعد قليل...ككل مرة تخطفني نقوش الأطباق المعلقة علي جانب الحائط لهوسي بالزخرفة،أزيح هوسي وكل من طبق ثمار الليمون اليانعة التي لايغنيني عن رؤيتها دوما في مطبخي شيئ...والإناء الزجاجي الصغيرالمملتئ بعيدان القرفة لكني أقوم بفتحه لتهدهدني رائحة القرفة التي أحبها وأعود لغلقه مرة أخري...دائما ما أفعل هذا.

حين أتيت صديقتاي أعددنا الطعام وتناولناه ونحن لا نكف عن الكلام والضحك...تكمل جلستنا إضاءة خافتة للفروع المضيئة المحتوية إطارات النوافذ،وحين انتهينا...تجاورنا واقفين في شرفتي الصغيرة المليئة بأُصُصٌ الريحان والنعناع وزهور الياسمين والقرنفل الأبيض حاملين أكواب المشروبات صامتين ونحن نتطلع للشارع البعيد.

وكأن كلبي بجذبه لطرف بنطال بيجامتي القطنية أفاقنا مجبرين من شرودنا...قررت صديقتَي الذهاب وبعد أن ودعتهما من أمام بابي الملئ بالتوقيعات والرسومات الأنيقة لأصدقائي جميعهم والذي زادته جمالا ذهبت مسرعة للشرفة ولوحت لهما إلي أن غابتا تماما عن نظري.

حين دخلت وتأكدت من غلق ضلفتي الشرفة الزجاجية المعروقتان بالخشب المدهون باللون الذي أحب...الأبيض،إنحنيت لأجذب من تحت سريري سلة أنيقة من الخوص بلونها الطبيعي مبطنة بقماش ذات نقوش رقيقة من بين عدة سلال تماثلها في الحجم،تناولت منها مفكرة ذات غلاف عاجي اللون يزينها شريط حريري أبيض معقود حولها...أفضه لأفضي لصفحاتها بكل ما حدث لي ذلك اليوم.
حبن أنتهي أنتبه إلي أن كلبي ينظر إلي وفي عينيه رجاء ليلي لا ينقطع...فأبتسم وأختطفه من وسادته لينام إلي جواري ككل ليلة.
ياريت...
كان لي مثل هذا البيت.


مع النوت إسمع:
http://www.youtube.com/watch?v=MhlBLGFkC-I&feature=related
أو
http://www.youtube.com/watch?v=yeBOzqVMmPQ&feature=related



* الفكرة مقتبسة من الجميلة "سارة درويش"




*شي بيت علي الفيس بوك
       

أنا أخري




وُجدت في غير وقتي..في عالم ليس لي..بزمن خلقني بجسد شاب وعقل طفولي وقلب عجوز..بولادتي وهبتني الدنيا نفحه من جمالها الفاني فصاغتني عقيدتي بسوار التحريم ألقمني أبواي الطاعه وصنع الناس لي سجنا من ألسنتهم،وحين أردت أن أفعل أخذت من الشجاعه - لسوء حظي - طيشها...

أكون حيث لا أحد..أحتفل بالأوقات غير المناسبه ولا أنتظر هدايا الأعياد..أجمل لحظاتي لم أعشها بعد..و شيئا ما لا أعرفه أنتظره لآخر عمري.

ترغبني العزله حيث وطني..و أذوب بين أخرين لا أعلم عنهم شيئا،أكره حبي لضعفي..و أرحب بالكراهيه لأتفادي ندمي إن أحببت،يسكنني الشجن دوما..و لما تغمرني أنوار زينات الأعراس أدير ظهري لوجوه مداهنه وإبتسامات مغتصبه،و أتكتم ضحكات صادقه في سرادقات المعازي..رغبت في حياه لا طبيعيه لأبعد الحدود..فتوجت بعادات الأعراف.

تتهرب ملامحي من أصولي.. وتمتزج فرديتي بالعوام فأهب دمي لكل الفصائل..و لن يهبني ما يجري بعروقي إلا من هو مثلي،أرغب بشده فيما ينأي الأخرون عنه و أترفع عما يُقبل عليه البشر،لا أعيش دنياي كما يرغب ديني..و لن أترك ديني بمشيئه دنياي...أنتمي للأشياء و لا أنتمي لأحد.
لا تبحثوا عني فلست موجوده..فوجودي يعطل القوانين الطبيعيه للأشياء.

إتهمتموني بالجنون عند نطقي بالحقيقه..فأسكنتموني دكاكين الأدويه وسجنتموني بعنابر مختلي العقول..لست أنا من ترغبونها،يحرضني جسدي علي الخلاص و يهديني مفتاحه.. فيتلاشي مني كل ما هو آدمي و تتحول خلاياي لزئبقيه كطابعي.."
عندئذ إتخذت قرارها..فغافلت الممرضه و أختطفت ميزان الحراره و ضغطت علي مستودع الزئبق بأسنانها.


*كتبت تأثرا بواقع عايشته وكاتبة تحدث عنها "أ/أنيس منصور" في أحد كتبه و تم إقتباس جملة من كلماتها.







صورتي دي اللي أنا شايفاها تملي
في الحقيقية إن صورتي دي أوهام
صورتي اللي أنا فيها مستحيل هامحيها
أمتي ممكن يوم أشوف حقيقة مولان؟
أمتي ممكن يوم أشوف حقيقة مولان؟!!