الأربعاء، 11 يناير 2012

محترفي الحزن





سيسافر عمها اليوم..

بعيون شيطانة صغيرة أخذت تترقب مراسم الوداع و موكب حزين يضم عربات تحمل ذكورا محارم سيتركون بعد قليل عزيزا علي قلبها غريبا وحيدا و يرجعون،شيطانة في العقد الثاني من عمرها تتمني من الحياة خبرة العجائز و هي مؤمنه بيقينها- و إن تخطت المائة- أنه لا يوجد في الحياة ما يُستحق أن يُعرف.

عاودها إحساسا داهمها حين رأت جنازة جدها...ثلاثين يوما ما بين وفاة جدها و سفر عمها هي مده الهدنة التي إستغلها هذا الإحساس البغيض ليتكمن من قتلها ببطء،لما توفي جدها لم تكن تتصور قدر المرارة التي ستشعر بها حينها..و لم تظن أنها ستتجرع بعد وفاتة بمدة قصيرة نفس المرارة و كأنها تتذوقها لأول مرة.

مجيء عمها و سفره المفاجيء لم يزورها كحلم جميل هذه المرة ..بل جاء كصدمة..فما تعلم متي جاء ولِم يعود،ما تعلمه هو خوفها من أن يتولد لديها اليقين بأنه بالفعل عاد و ما بينهم ليس مكانه

رغم أن الأرض طُويت تحت أقدام مشيعي جدها و كأنها إشتاقت إحتضان أحد أبنائها..لكن زيدت اليوم جاذبيتها ليبقي المهاجر و لا يغترب..
فتثاقلت خطواته و تباطأ المودعين و أبي الوقت إلا أن يطيل مدد الأحزان كعادته

لكنه ذهب..و من نفس الطريق..تتابعه ذات العيون الدامعة و القلوب المنفطرة

وبرغم ذهابه و بقائها إقتسماه..و كلاهما يعلم أنهما سيتبادلانه
فالحزن لا وطن له.




*كتبت بتاريخ 19 يوليو 2008
محترفي الحزن علي الفيس بوك

هناك تعليقان (2):