الأربعاء، 11 يناير 2012

بعد رحيلي...لن يصنع الياسمين العطر




ككل يوم...تتناثر زهور الياسمين وتسقط برقه علي الأرض عندما يحتك بأغصانها الباب الحديدي الأسود الكبير كلما حركته،تطلق رائحتها الزكية طبقه المياه الرقيقه التي تسري عبر خراطيم أجهزه التكييف عندما تغرق فيها زهور الياسمين والتي ستعطي لذكراي عن المكان رائحة مميزة فأتذكره كلما تأتيني.

أثناء إغلاقي الباب رأيت مجموعة من النمل بحركتها المميزة السريعه،لا أدري لم يتحرك النمل هكذا وكأنه إنسان يجري هلعا من خطر يلاحقه،دققت النظر لأعرف ما يجتمعون عليه

كانت جرادة حيه...ظللت أشاهد النمل وهو يحيط بها وهي راقدة في شبه إستسلام تفلت منها حركة تنبئني بأنها لم تمت بعد.
وفجأة وجدتها تحركت فإنفصلت رجل من أرجلها عن جسمها فإزدادت حركة النمل هلعا علي هلع وإرتددت أنا إلي الوراء في حركة لا إردايه،كانت تحاول التشبث بالحائط هربا من النمل الذي يحيطها وما لبثت أن إستسلمت

أظن أن الولد الصغير ذا العينين الملونتين و الدراجة تعجب من وقفتي تلك...وأظنه لم يفهم أننا نشهد روحا تُزهق وأظنه لم يعطي لهذا الحدث أهميه كبيرة فتركني منطلقا بدراجته

في اليوم التالي و قبل أن أفتح الباب الحديدي...تفقدت المكان الذي شاهدت فيه الجرادة والنمل وأنا أعلم تماما أنني لن أجدهم،وعندما حركت الباب تساقطت بعض زهور الياسمين بجوار أخوات لهن تعفن
لكن لم تكن هناك مياه لتصنع عطرا




*كتبت بتاريخ 15 أغسطس 2008
بعد رحيلي لن يصنع الياسمين العطر...علي الفيس بوك

ليست هناك تعليقات: