الثلاثاء، 7 فبراير 2012

ثورة إستنزاف القلوب البيضاء


 رسالة الطقس ليوم 7-2-2012


منذ أن أُطلق علي ثورتنا المصرية "الثورة البيضاء" وأنا لم أقتنع تماما بهذا الوصف
فلما أطلقنا عليها مُسمي "الثورة الضاحكة" قلت كالكثيرين أن هذا الوصف مناسب جدا
فمن غيرنا يطلق النكات بإستمرار ولو في أصعب الظروف وأشدها؟
لكن "الثورة البيضاء" مسمي لا يصلح أن يطلق علي ثورتنا ابدا
فمنذ بدايتها ونحن نفارق أحباؤنا الواحد تلو الأخر بشتي الطرق
فجأة أو بعد معاناة بعد إصاباتهم البشعة والمختلفة
ولازال الفِراق هو سيد الموقف!
فهي إن أطلقنا عليها لقبا فالأولي تسميتها بثورة الإستنزاف
الإستنزاف بكل الطرق حتي صار كل منا مُجهدا يستند بصعوبة علي كتف صديق أو علي كلمة تحمل بعض الأمل من الاخر
خلال سنة كاملة ونحن نُستنزف بكل الطرق...فكيف نجرؤ علي أن نسميها بالثورة البيضاء
بل هي ثورة القلوب البيضاء
ثورة قلوب تنسي الإساءة أملا في أن يَصدُق الكذب
ثورة قلوب مجهدة من فرط ما عانته من مشاعر حزن وفقد
وعقول تنسي أو لا تصدق الرسائل الإلهية عمدا في بعض الأحيان
عقول لم تفهم مامعني سطوع الشمس ودفء الجو في وقتا من السنة يُفترض فيه مناخا باردا وسيولا من الأمطار،وفي وقت اخر نجد رسالة أخري تفسر غضبا الهيا ردا علي سكوتنا غير المبرر في أحيان أخري...رسالة تتضمن رياحا غاضبة وجوا متربا يعود بعد ذلك ليصفو وكأنها رسالة أخري عسي أن نفهم
سبحانك ما خلقت هذا باطلا...

وعقول لم تفهم المذابح المتتالية التي تُفقدنا أجمل من وما فينا،فنفقد أخوة وأبناء وآباء...ونفقد أيضا جزءاً من إنسانيتنا وكرامتنا حين نصمت
فلم نفهم للأسف معني أن يرسل لنا الله رسالة فتاة التحرير التي خاضوا في عرضها بعدما كشفوه بأقسي وأقذر الطرق التي لم نتصور حدوثها ومع ذلك لم نقل شيئا...ومنا من اشترك في الخوض في عرضها بدوره
لم نفهم معني ان يستشهد الشيخ عماد عفت وغيره من الشباب الذي لم نري فيهم خارجا عن القانون قُتل أوتم القبض عليه...وكانت تلك رسالة قاسية بعد حادثة فتاة التحريرعلنا نفهم ولكن صمتنا المخزي كان هو الرد!
وبدأنا نفهم بعد فوات الأوان رسالة الورود التي سُحقت بقسوة في بورسعيد والتي لم تذهب للموت ولكنه هو الذي قام بالسعي إليها
فهِمنا وكُسِرنا
ولازلنا صامتين

والحق أن الشهداء قالوا كلمتهم...
وأسفا علي موتي لا يُنتظر منهم رد






هناك تعليقان (2):

Unknown يقول...

جميل كلامك
قدر ما هو محزن

قدر ما هو موجع

heba3osman يقول...

:(