الأربعاء، 15 فبراير 2012

A Separation


شاهدت اليوم الفيلم الإيراني "إنفصال نادر وسيمين" أو
"A Separation"
لن أدعي نقدا لست مؤهلة بالفعل له ولكن هي فقط ملاحظة علي حكم متسرع أصدرته علي شخصية من شخصيات الفيلم وهي الزوجة "سيمين"

بداية الفيلم يحكي عن زوجه أرادت السفر خارج ايران كي توفر لأبنتها مكانا وظروفا معيشية أفضل لكن الزوج رفض لعدم قدرته علي ترك أبيه المصاب بمرض "ألزهايمر" والسفر معها وحين قامت بترك المنزل بعد طلبها للطلاق الذي لم يرفضه الزوج ادعت الخادمة التي وظفها للإعتناء بأبيه المريض خلال عمله انه تسبب في اجهاضها بعد مشاجرة نشبت بينهما وقامت برفع قضية عليه. 

في بداية الفيلم كان لومي وكرهي لتصرف الزوجة الذي رأيت أنه يفتقر لأي تقدير وإحترام لمشاعر الزوج وقدرته علي السفر معها خاصة حين تبين لي كم كان شخصا جيدا مع زوجته وابيه وابنته لكنني اكتشفت بعد ذلك انها الوحيدة التي ارتكبت كل ما قد يعيبه عليها البعض إلا الكذب
فهي لم تكذب علي عكس كل شخصيات الفيلم
كانت سيمين طموحة لدرجة كبيرة وكانت عنيدة وربنا كانت جبانة كما أخبرها زوجها لكنها لم تكذب
فكانت تقول دائما الحقيقة ولو كانت ضد ما ترغب،فحين سألها القاضي ان كان زوجها شخصا سيئا لتطلب الطلاق رغبة منها في السفر نفت وقالت انه شخصا جيدا ويعاملها بإحترام
وحتي حينما سالتها معلمة ابنتها التي استدعيت للشهادة في قضية الخادمة بماذا تشهد أجابتها سيمين"الحقيقة"!
...
لكن الجميع من شخصيات رئيسية وثانوية رغم كل طيبتهم ووداعتهم وكل الصفات الجيدة التي أظهرها الفيلم كذبوا
فالخادمة كذبت كي تساعد زوجها العاطل عن العمل بمبلغ التعويض
والأب كذب بمعرفته بحمل الخادمة لكي لا يُسجن
والمعلمة كذبت بسبب خوفها من بطش وجنون زوج الخادمة وتهديده لها وربما لأسباب أخري
والإبنة كذبت لإنقاذ أباها
وحتي ابنة الخادمة الطفلة الصغيرة كذبت
وكم كانت مرافعة "أحمد زكي" في فيلم" ضد الحكومة " صادقة حين قالها:
(كلنا فاسدون...لأ أستثني منا أحدا)
عدا سيمين
هي الوحيدة التي لم تكذب برغم كل شيئ وكل ما فعلت هي لم تكذب
وعندما كادت سلسلة الكذب تلك تهدم حياة الجميع تذكرت معلما لي أخبرنا قديما بحديث وحكاية ملخصها بأن الكذب أبو الكبائر وأن من يكذب ولو كذبة صغيرة يسهل عليه ان يرتكب أيه معصية أخري مهما عظُمت
...
المؤلم في الأمر هو موقف الإبنة ذات الحادية عشر عاما التي خُيرت للبقاء مع أباها الحنون الذي تعتبره صديقا لها والذي جعلها تقوم بالكذب لحمايته في أول اختبار حقيقي في حياتها أم مع والدتها العنيدة الطموحة التي تعلم تماما أنها الوحيدة الصادقة فيهم جميعا

وفي نفس المرافعة بفيلم "ضد الحكومة" قالها وجيه أبو ذكري وبشير الديك علي لسان "أحمد زكي" (لدي مستقبل هنا أريد أن أحميه)
فأي مستقبل يمكن أن يبني بالعناد
أو الأسوأ...
بالكذب.




هناك تعليقان (2):

دُمـوعُ فــِى رَسَـائـِلِ يقول...

فأي مستقبل يمكن أن يبني بالعناد
أو الأسوأ...
بالكذب.


لا يمكن ان يكون هناك مستقبل بناءاً على الكذب..او حتى بالعناد
لانه سريعاً ما يهدم كل شئ حوله ..
بالتالى نحاول ان نكون اكثر شفافيه فى الحياه

شكراً عزيزتى على هذا الاطراء الجميل
لا حرمنا الله منه

Unknown يقول...

الخلاثه ال خرجتى بيها لينا من الفيلم

تستحق الاشاده

والعند او الكدب الاتنين اوحش من بعض