الأحد، 5 فبراير 2012

عن وحشة طريق الحق وأُنسه


’’لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه‘‘     علي بن ابي طالب
كن انت الثورة


اليوم 5-2-2012
كنت علي موعد مع إختبار يثبت لي إن كنت أستحق الحرية أم لا كما قال أحد أقربائي ،وبالمناسبة لم يكن الوحيد الذي أكد علي اننا شعب لم يعتد الحرية ولا يستحقها ولو بشكل مؤقت لأنها ستتحول علي ايدينا لفوضي مدمرة حتما!
اليوم كان بيني وبين باباً إن فُتح وعلي يدي سيكون هذا إثباتا لنفسي أنني أستحق حرية تعتمد علي مبادئ لم أتنازل عنها ولو للحظة.
ماحدث كان حضوري لمقابلة عمل في مكان ما للمرة الثانية للأسف الشديد...
والأسف هنا سببه كان أن حضوري كان يعتمد علي إحترامي وتقديري لأصحاب المكان والعاملين فيه لكوني ظننت خطأ أنني نلت تقديرا ما في أول مقابلة ففعلت ما أوجبه علي حسي الإنساني وضميري برد المعاملة الحسنة بأحسن منها إقتداء بما أوجبه علينا الإسلام في أبسط الأمور من رد التحية بأحسن منها
وقد كان...
حينما ذهبت لم أسمح لظنوني بأن تمنعني عن فعل ما أقدمت عليه وطلبت مقابلة من أعطاني فرصة الذهاب لإعادة المقابلة مرة ثانية وذلك بسبب سوء الفهم الذي أوقعني وغيري ممن ساعدني علي نيل فرصة العمل تلك التي لم تكن مقدر لي نيلها بل ولم تكن لي من الأساس!
...
ظللت جالسة علي الكرسي الذي جلست عليه منذ أخبرتني سكرتيرة الإستقبال بأن أستريح حتي أقابل من طلبت مدة الساعة إلا الربع!
...
ولم يقابلني أحد...
ولم يخبرني أحد بنيته في التأخر عن مقابلتي ولو لم يكن مضطرا حتي...
هكذا...طيلة هذه المدة وأنا أنتظر ما لا أعرف ان كان سيحدث أم لا
ولم أنتظر حتي يخبرني العاملين بإنتهاء "مواعيد العمل الرسمية" خاصة وأنه بقي علي ميعاد خروج الموظفين ساعة واحدة..
 

طيلة هذه المدة وأنا انظر للباب وأخبر نفسي أنني ان امسكت بمقبضه وخرجت سأترك بالفعل من ورائي نظرات التعجب والإستنكار والإستهجان وربما بعض كلمات النميمة والغيبة والسب أيضا
وقد يقول عني من يقول انني مغرورة بلا داع او مجنونة أو ساذجة...
لكن ما كان ينتظرني في تلك اللحظة أهم وأقوي
لحظة تنفيذ قراري بالرحيل...
فما رأيت وأحسست أجبرني علي الإختيار
إختيار ما يريحني ويرضي ضميري وليس ما يرضي عادات الناس
إختيار إعلاء كرامتي فوق كل ما إعتاده من حولي من ذل ورضا بالإستغلال حتي بات أمرا طبيعيا

فمن جاورني في تلك الجلسة المهينة من شباب كنت الفتاة الوحيدة بينهم أوجعوا قلبي
أحسست أن لهم عذرا قويا في قبولهم لما يحدث لكونهم شبابا مطالبين بالعمل ليستحقوا القوامة التي وهبها الله لهم
أما أنا فقبولي بما يحدث ودون أعذار يعد ذنبا لا يغتفر
فكانت الأمتار القليلة التي تفصل ما بيني وبين الباب دليلا إن قطعتها علي إستحقاق من هم مثلي لمزايا الثورة إن نجحت
فقررت سلوك طريق الحق وإن قل سالكيه كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وعجبت أنني لم أستشعر إلا أُنسا وأُلفة لإختياري هذا.


*للأمانة:
الصورة والتعليق كانا علي الرابط التالي وكانا من أنسب ما وجدت...
http://shazly.tumblr.com/post/17001279217

 

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

فعلا

طريق الحق مفيش احسن منه

وان قل سالكيه